وول ستريت ترتفع مع تقييم المستثمرين للإعفاءات الجمركية

14 أبريل (رويترز) – ارتفعت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت يوم الإثنين، لكنها بقيت دون أعلى مستوياتها خلال الجلسة، إذ تراجع الزخم الذي نتج عن ارتفاع أسهم التكنولوجيا في البداية بعد إعفاء البيت الأبيض للهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب من الرسوم الجمركية الجديدة، ليحل محله القلق بشأن النمو الاقتصادي والرسوم المستقبلية.

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن هذه الإعفاءات يوم الجمعة، لكن الرئيس دونالد ترامب صرّح بأنه سيعلن عن نسب الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إن المنتجات التكنولوجية المعفاة ستخضع لرسوم جديدة خلال الشهرين المقبلين. وتشكل هذه الفئات من المنتجات حوالي 20% من واردات الولايات المتحدة من الصين، بحسب بنك “دويتشه”.

وقد قفزت المؤشرات عند الافتتاح، حيث ارتفع مؤشر ناسداك، المُعتمد على التكنولوجيا (.IXIC)، بأكثر من 2%، لكنه قلّص مكاسبه في تداولات ما قبل الظهيرة.

وقال كوينت تاترو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “جول فاينانشال”:

“الإدارة (إدارة ترامب) تخبرنا باستمرار أن هذه التوقفات مؤقتة، وليست تنازلات دائمة… السوق يحاول التكيّف مع ذلك.”

ارتفع سهم “أبل” (AAPL.O) بنسبة 2.2%، في حين صعدت أسهم شركة “إتش بي” (HPQ.N) المصنعة لأجهزة الحاسوب بنسبة 1.5%، وتقدمت أسهم شركة التجزئة “بيست باي” (BBY.N) بنسبة 1.8%.

أما معظم أسهم الشركات العملاقة الأخرى فقد غيرت اتجاهها، إذ انخفض سهم “نفيديا” (NVDA.O) بنسبة 0.8%، وسهم “أمازون” (AMZN.O) بنسبة 1.9%، في حين تراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (.SOX) بنسبة 0.4%.

وفي الساعة 12:05 مساءً، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (.DJI) بمقدار 110.00 نقطة، أو ما يعادل 0.27%، ليصل إلى 40,322.71 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (.SPX) بمقدار 20.44 نقطة، أو 0.38%، ليصل إلى 5,383.78 نقطة، كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب (.IXIC) بمقدار 35.29 نقطة، أو 0.21%، ليبلغ 16,759.75 نقطة.

ورغم أن الإعفاءات الجمركية على بعض الأجهزة الإلكترونية لاقت ترحيباً، إلا أنها تعكس الطابع المتقلب لسياسات ترامب التجارية، التي أدت إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وأحدثت تقلبات شديدة في وول ستريت خلال السنوات الأخيرة.

وقد حقق مؤشر S&P 500 (.SPX) يوم الجمعة أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ نوفمبر 2023، بعد أن شهد أسوأ موجة بيع منذ عام 2020 في الأسبوع السابق. وقد انخفض المؤشر بأكثر من 5% منذ إعلان “يوم التحرير” الجمركي في 2 أبريل.

كما تراجع مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو (.VIX)، المعروف باسم “مؤشر الخوف” في وول ستريت، من أعلى مستوياته في ثمانية أشهر التي سجلها الأسبوع الماضي، ووصل أخيراً إلى 32.95 نقطة.

ومع إغلاق الأسواق يوم الجمعة بمناسبة “الجمعة العظيمة”، سيتابع المستثمرون عن كثب هذا الأسبوع القصير لمعرفة كيف يقيم صانعو السياسات والشركات والمستهلكون آفاق الاقتصاد في ظل حالة عدم اليقين السياسي.

وارتفعت أسهم “غولدمان ساكس” (GS.N) بنسبة 1% بعد أن سجل البنك أرباحًا فصلية أعلى في الربع الأول من العام. كما ستتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى نتائج أرباح شركات أخرى من بينها “نتفليكس” (NFLX.O).

من جهتها، خفضت “سيتي غروب” تصنيفها للأسهم الأمريكية من “زيادة الوزن” إلى “محايد”، بسبب التوقعات بأن تؤثر الرسوم الجمركية على نمو الأرباح.

وقال تاترو:

“نحن نتعامل مع الرسوم الجمركية، لكننا أيضاً نواجه خلفية اقتصادية مقلقة، مما قد يؤدي في النهاية إلى تباطؤ في الأرباح.”

من جهة أخرى، ارتفعت أسهم شركات أدوية السمنة بعد إعلان شركة “فايزر” (PFE.N) أنها ستنهي تطوير حبتها التجريبية لفقدان الوزن. وقفز سهم “إيلي ليلي” (LLY.N) بنسبة 1.4%، وسهم “فايكنغ ثيرابيوتيكس” (VKTX.O) بنسبة 7.6%.

كما ستُراقب الأسواق عن كثب تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول وبيانات مبيعات التجزئة لشهر مارس، وكلاهما متوقع صدوره يوم الأربعاء.

وقد فاقت الأسهم المرتفعة نظيراتها المتراجعة بنسبة 2.3 إلى 1 في بورصة نيويورك، وبنسبة 1.4 إلى 1 في بورصة ناسداك.

وسجل مؤشر S&P 500 مستوى مرتفعًا جديدًا واحدًا خلال 52 أسبوعًا، دون أي مستويات منخفضة جديدة، في حين سجل مؤشر ناسداك المركب 23 مستوى مرتفعًا جديدًا و72 مستوى منخفضًا جديدًا.

إعداد التقرير: ليزا ماتاكال وبورفي أغاروال في بنغالورو؛ تحرير: شينجيني جانغولي وبوجا ديساي

إخلاء مسؤولية:
الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة آراء الموقع.