تأثير اتفاقيات التجارة على أسعار الذهب: نظرة على السوق وتوقعات الخبراء

 لطالما كان الذهب ملاذاً آمناً في أوقات التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية. ولكن، ما الذي يحدث عندما تتغير قواعد اللعبة التجارية؟ هل يمكن لاتفاقيات التجارة أن تحد من جاذبية الذهب كملاذ آمن؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، مع تحليل دقيق لأحدث التطورات وتوقعات الخبراء.

اتفاقيات التجارة وتأثيرها على الطلب على الذهب

في الآونة الأخيرة، شهدنا تحركات ملحوظة في أسعار الذهب، ويرجع ذلك جزئياً إلى التطورات في المشهد التجاري العالمي. فكما ذكرنا في مقالنا السابق حول تذبذب الذهب في بداية الأسبوع، فإن الأسواق تتأثر بشكل كبير بالأخبار الاقتصادية والسياسية.

لنأخذ مثالاً على ذلك: عندما أعلنت الولايات المتحدة واليابان عن اتفاق تجاري، شهدنا تراجعاً في أسعار الذهب. لماذا؟ لأن الاتفاقيات التجارية تخفف من حدة التوترات الاقتصادية، مما يقلل من الحاجة إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب. وبالمثل، عندما بدأت تظهر بوادر اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم الجمركية، زاد الضغط على أسعار الذهب.

كيف يؤثر تراجع التوترات التجارية على أسعار الذهب؟

• تقليل الطلب على الملاذ الآمن: عندما تسود الأجواء الإيجابية في التجارة العالمية، يميل المستثمرون إلى المخاطرة واستثمار أموالهم في أصول أخرى مثل الأسهم والسندات.
• ارتفاع قيمة الدولار: غالباً ما يؤدي تحسن الأوضاع الاقتصادية إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، وهو ما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

تحليل فني لأسعار الذهب: نظرة على المستويات الرئيسية

بالنظر إلى الرسم البياني اليومي لأسعار الذهب، نلاحظ أن الأسعار قد تراجعت بعد وصولها إلى قمة في وقت سابق. ومع ذلك، يبدو أن هناك دعماً قوياً عند مستوى 3325 دولاراً، وربما عند 3317 دولاراً. هل هذا يعني أن الوقت قد حان للشراء؟

وفقاً للتحليل الفني، فإن:

• مستوى المقاومة الرئيسي: يقع عند المتوسط المتحرك لمدة 5 أيام، حوالي 3344 دولاراً. تجاوز هذا المستوى قد يشير إلى مزيد من الارتفاع.
• مستويات المقاومة الأخرى: تقع عند 3350 دولاراً (متوسط ​​نطاق بولينجر على الرسم البياني اليومي) و 3373 دولاراً (أعلى مستوى في الأسبوع الماضي).
• مستويات الدعم: تقع عند 3325 دولاراً (أدنى مستوى في الأسبوع الماضي) و 3317 دولاراً (أدنى مستوى اليوم) و 3300 دولاراً (مستوى الدعم النفسي).

تجدر الإشارة إلى أن المؤشرات الفنية مثل MACD و RSI و KDJ تشير إلى احتمال استمرار التصحيح الهبوطي على المدى القصير. ولكن، هل هذا يعني أن الذهب سيتراجع أكثر؟

العوامل الجيوسياسية ودور البنوك المركزية: دعم طويل الأجل لأسعار الذهب

على الرغم من تأثير اتفاقيات التجارة، لا يزال هناك العديد من العوامل التي تدعم أسعار الذهب على المدى الطويل. فكما ذكرنا في مقالنا حول عودة أسعار الذهب إلى ما دون 3400 دولار، فإن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى من العالم، مثل النزاعات بين تايلاند وكمبوديا، تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

بالإضافة إلى ذلك، تستمر البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في شراء الذهب لتنويع احتياطاتها وتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي. هذا الطلب المستمر من البنوك المركزية يوفر دعماً قوياً لأسعار الذهب على المدى الطويل.

نصائح تداول الذهب في ظل الظروف الحالية

في ظل هذه الظروف المتقلبة، كيف يمكننا تداول الذهب بنجاح؟ إليك بعض النصائح:

• اعتمد على استراتيجية التداول المتأرجح: استفد من التقلبات قصيرة الأجل في الأسعار عن طريق الشراء عند مستويات الدعم والبيع عند مستويات المقاومة.
• راقب الأخبار الاقتصادية والسياسية: كن على اطلاع دائم بأحدث التطورات التجارية والجيوسياسية التي قد تؤثر على أسعار الذهب.
• لا تضع كل البيض في سلة واحدة: قم بتنويع محفظتك الاستثمارية لتجنب المخاطر المفرطة.

الخلاصة: هل اتفاقيات التجارة تهدد عرش الذهب؟

في الختام، على الرغم من أن اتفاقيات التجارة قد تضغط على أسعار الذهب على المدى القصير، إلا أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تدعم أسعار الذهب على المدى الطويل، مثل التوترات الجيوسياسية وطلب البنوك المركزية. لذلك، لا يزال الذهب يمثل جزءاً مهماً من أي محفظة استثمارية متوازنة.

ما رأيك أنت؟ هل تعتقد أن الذهب سيستمر في التألق كملاذ آمن، أم أن اتفاقيات التجارة ستغير قواعد اللعبة؟ شاركنا برأيك في التعليقات!